Recent Posts

03 mars 2012

روبورتاج: المفقودين, لغز و معاناة


في الفترة التي تلت 14 جانفي 2011 قرر الألاف من الشبان التونسيين الهجرة سرا الي ايطاليا. و ان كانت غايتهم واحدة فإن مصيرهم قد اختلف، فبينما حالف الحظ العديد منهم وتمكنوا من الوصول الي السواحل الايطالية، فان البعض الأخر قد تقطعت بهم السبل وانقطعت اخبارهم وأصبحوا بذلك يعرفون بـ "التونسيين المفقودين في إيطاليا".
إهتم الرأي العام في الداخل والخارج بمصير "المهاجرين التونسيين المفقودين "الا ان هذا الاهتمام أخذ ابعاد اخرى لدى عائلاتهم .
العديد من الشبان الذين استقلوا مراكب الموت يقطنون في حي الزهور من ولاية القصرين ، وفي محاولة لمعرفة أخر اخبارهم وما سر اختفائهم تم الاتصال بعائلتهم وبعض الشبان الذين عايشوا تجربة الحرقة وعادوا الى تونس .
حسنية ام ضياء الرابحي أحد جرحى ثورة 14 جانفي، رغم مرور سنة كاملة على إنقطاع أخبار إبنها هي مؤمنة أنه لايزال حي يرزق فقط مكانه مجهول، و ما عمق مأساة أم ضياء هو تجاهل السلطات التونسية لهذا الملف حيث تؤكد انها مع بقية عائلات المفقودين حاولوا الإتصال بوزارة الخارجية عديد المرات الأ أنهم لم يفلحوا في ذالك.
إختفاء الأبناء وطد العلاقات بين عائلاتهم ,فأصبح معرفة مصير ابنائهم هاجسهم الوحيد، تعددت زياراتهم واتصالاتهم والموضوع دائما واحدا "أين أبنائنا؟ "
ام ضياء رافقتنا إلى منزل رياض جنحاوي للحديث مع عائلته، الأب و الأم والأخت لكل طريقته في تتبع أخبار المفقودين حيث أصبح الإتصال بالعائلات و متابعة نشرات الأخبار و قراءة الصحف و تصفح الانترنات جزءا من حياتهم اليومية. وأهم مايشغل بالهم هذه الآيام سر تجاهل الحكومة التونسية لطلب السلطات الايطالية مدها ببصمات المفقودين كإجراء أساسي للتعرف على هوية الشبان.
وإن بقي مصير العديد من الشباب الذين حاولوا الهجرة سرا إلى أوروبا  مجهولا فإن أخرين ممن كان لهم أيضا موعدا مع الحرقة قد اختلفت نهايتهم، حيث تمكنوا من الوصول الى السواحل الايطالية و تحصلوا على اقامة و قتية لمدة 6 اشهر و رغم ذلك عادو الى تونس.بلال ومنذر ورضا من بين هؤلاء الشباب العائدين والذين سألوا عن أخبار أبناء حييهم المفقودين أثناء إقامتهم في لمبدوزا.
يعتبر بلال الحرقة أسوء تجربة في حياته ويرى أن تسهيل إجرآت الهجرة الغير شرعية في تلك الفترة هي لعبة سياسية تهدف إلى تقليص الضغط على الحكومة وإشغال الرأي العام بقضايا أخرى غير الوضع السياسي، أما فيما يتعلق بمصير المفقودين فهو يرجح إمكانية غرقهم ويشاطره في هذا الرأي كل من رضا ومنذر حيث يؤكدان أنهما قد التقيا بأحد الشبان الذي كان معهم في نفس المركب وأكد لهما الخبر.
وان اقتصر دور أغلبية أفراد عائلات المفقودين على الاتصال بوزارة الخارجية والمنظمات الغير حكومية والقيام بوقفات احتجاجية، فإن محرزية أم احد المفقودين التي تؤكد أنها شاهدت ابنها في تقرير تلفزي ذهبت إلى ايطاليا لاستقصاء أخباره.
بين أمل العثور عليهم على قيد الحياة في أحد السجون الإيطالية والخوف من تأكيد خبر وفاتهم يبقى ملف معرفة مصير المفقودين التونسيين في إيطاليا من أوكد الملفات المطروحة على السلطات التونسية والسلطات الايطالية وتتطلب تضافر مجهودات كل من الناشطين في  المجتمع المدني والحقوقيين.



آمال عبايدي

0 Commentaires:

Enregistrer un commentaire